رؤية وطن

بمناسبة ( اليوم الوطني ) في الكويت

الأمم الحيّة تنتهز مناسباتها التاريخية لمحاكمة مسيرتها في عالم السياسة والاقتصاد والاجتماع لا أن تتحول هذه المناسبات إلى موجه عبثيه من التهريج والتضليل والضجيج. الأمم الحيّة تنتهز مناسباتها التاريخية لتقف وفقه صادقة مع النفس وتقول: هذه كبوة ينبغي ألاّ تتكرر وهذا إنجاز ينبغي أن يتراكم ويتعاظم وهذا خطر محدق بالوطن ينبغي التنبّه إليه والعمل على تطويقه. (الصّدق) هو ما تحتاجه الأمم في مناسباتها التاريخية, الصّدق مع النفس والصّدق مع الغير والصّدق في الإعلام والصّدق في الرأي وصناعته، أمّا هذا الحاصل فهو عبث وتهريج وتضليل وتعميه وضوضاء وتيه نفطي ما بعده تيه.

عبدالعزيز عبدالرزاق العنجري شاب من شباب الكويت الواعد أراد أن يحوّل مناسبة هذا العام نحو نقله نوعية من الحوار الموضوعي حول قضايا محلية تتفاعل في الكويت وتعيق التنمية فيه. وأراد الحوار متوازناً فاًصّر أن نسمع من الحكومة رأيها وأن نسمع من المعارضة رأيها وقام ـ أول ما قام به ـ بالاتصال بالحكومة وعرْض الفكرة عليها وكانت من المفاجآت الدهرية أن تقبل الحكومة هذا الحوار العلني. لا بل حدّدت الحكومة (الثلاثة) الذين سيعبّرون عن وجهة نظرها في مساء 25/2/2007م وكانت سعادة عبدالعزيز عبدالرزاق العنجري ـ الشاب الواعد المنظم لهذه الندوة ـ لا توصف. وباشر باتصالاته مع الأطراف الأخرى من المشاركين وتم الاتفاق بين الطرفين على لقاء حواري موضوعي كويتي يسهم في نقل المناسبة إلى فضاءات فكرية واستشرافيه لمستقبل الكويت وجيرانها والجزيرة العربية وشعوبها. فسارع عبدالعزيز عبدالرزاق العنجري لتجهيز الاستديو الذي سيدار فيه الحوار وعقد اتفاق مع الشركة التي ستبث الحوار المُرتجى وأعد كل ما هو مطلوب ولائق بهذه المناسبة وقد كلّفه ذلك عبئاً مادياً ضخماً فضلاً عن العبء النفسي والمعنوي. وفجأه وبدون مقدمات وقبل اللقاء بيوم واحد ينسحب الطرف الحكومي من المشاركة وكأن هذا الانسحاب ضمن أمر دُبّر له بليل لإفشال هذه الندوة, والله عيب.

إن الأمّة التي لا تستطيع أن تنظم أو تقبل أن تنظم (حواراً) مجرّد حوار حول معيقات تنميتها فكيف تستطيع أن تباشر فعلاً في تنمية نفسها؟ سؤال حزين نبثه في هذا الموقع لمن كان له قلب.

فبعد ما كان هذا الشاب يتشوّف إلى رؤية هذا الوطن فإذا به يخلص بأنه وطن بلا رؤية !!