مرة أخرى يتصدر حزب الله الأنباء بعد أن أعلن عن أسره لجندييْن إسرائيلييْن صباح الأربعاء، خلال اشتباكات على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، وتأكيد وزارة الدفاع الاسرائيلية لعملية الأسر.
وقد بدأ الحزب في الظهور الى الأضواء في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، بدعم مالي من ايران، كتنظيم عسكري سري لمواجهة الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان والذي وصل إلى قلب العاصمة بيروت في عام 1982م.
ولم يعلن الحزب عن عمليات مستقلة له سوى في مطلع عام 1984م.
وقبل ذلك التاريخ كان نشاط الحزب جزءاً مما كان يسمى "جبهة المقاومة اللبنانية" التي اختفت تقريبا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من بيروت في عام 1986.
وفي شهر مايو/أيار من عام 2000 تحقق هدف الانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بسبب العمليات العسكرية التي خاضتها حركة المقاومة الاسلامية، وهي الجناح العسكري للحزب.
ونتيجة لذلك حظي حزب الله بتقدير واحترام الشيعة في لبنان والذين يمثلون أكبر طائفة دينية في البلاد.
ويتمتع حزب الله حاليا بوجود واضح في البرلمان اللبناني، كما قام بتأسيس شبكة من الخدمات الاجتماعية والصحية، وللحزب قناة المنار التلفزيونية التي تعبرعن مواقفه وسياساته.
قرار بنزع السلاح ويرفض الجناح العسكري لحزب الله نزع سلاحه، برغم صدور القرار الدولي رقم 1559 في عام 2004 الذي يدعو الى ذلك، والى سحب القوات الأجنبية من لبنان.
وبعد انسحاب اسرائيل من لبنان، كان يُتوقع أن ينضم مقاتلو الحزب الى الجيش اللبناني، وأن يركز الحزب على أهدافه السياسية والاجتماعية.
ولكن حزب الله واصل الانتفاع من مكاسبه السياسية، واحتفظ بمقاتليه الذين يصفهم بأنهم حركة مقاومة لا للبنان وحده، وانما للإقليم برُمته.
وتنشط حركة المقاومة في عملياتها ضد اسرائيل من جانب الحدود اللبنانية، وتتركز المناوشات حول منطقة مزارع شبعا، والتي يصفها الحزب بأنها أراض لبنانية محتلة.
ولكن اسرائيل، تساندها الأمم المتحدة، تعتبر أن مزارع شبعا توجد في نطاق الحدود السورية، وبالتالي فانها تقع ضمن أرض الجولان المحتلة منذ عام1967.
وأدى انسحاب القوات السورية من لبنان في فبراير/شباط عام 2005 لأن يواجه حزب الله مشكلة، وهي كيف يوائم الحزب بين دوره كسلاح للمقاومة وبين كونه حزبا سياسيا، حتى وان كان قائما على أساس ديني؟
خطوات حذرة وبعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، حاولت عدة حركات معارضة في لبنان فتح حوار لضم حزب الله اليها.
ويقول محللون ان قادة حزب الله التزموا سياسة حذرة فيما يتخذونه من خطوات، اذ استمروا في موالاة سوريا مع الابتعاد عن انتقاد المعارضة اللبنانية.
حسن نصر الله أمين عام حزب الله
كما أكد حزب الله على ضرورة التزام الوحدة الوطنية في لبنان والدعوة الى رفض الوجود الأجنبي فيه.
وينادي حزب الله بالقضاء على دولة اسرائيل، ويعتبر الأراضي الفلسطينية كلها أرض اسلامية محتلة، كما يؤمن أعضاء الحزب بأنه لاحق لسرائيل في الوجود.
ويتلقى الحزب دعما ماديا ومعنويا من ايران، وكان يهدف في بداياته الى اقامة دولة في لبنان على غرار النمط الاسلامي الايراني، ولكن هذه الفكرة جرى التخلي عنها فيما بعد.
ويحرص حزب الله حاليا على تأكيد أن هويته الاسلامية لا تعني أنه يريد فرض تلك الهوية على الجميع في لبنان.