موضوع: إعترافات بولوتون السبت أبريل 14, 2007 12:50 pm
24/03/2007
جاءت الاعترافات التي أدلى بها جون بولوتون السفير الأمريكي السابق لدي الأمم المتحدة إلي محطة بي بي سي البريطانية وقال فيها بأن الولايات المتحدة : لم تقرر المضي في اتجاه التوصل إلى وقف إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل خلال حرب صيف 2006 إلا عندما بدا واضحا ان العملية العسكرية الإسرائيلية لم تنجح في تحقيق أهدافها" ، هذا الاعتراف الذي أدلي به بولوتون في برنامج سوف يتم بثه خلال شهر إبريل القادم نشرت بي بي سي مقتطفات منه علي موقعها علي شبكة الانترنت في 23 مارس الماضي ، يؤكد علي أن الولايات المتحدة كانت الطرف المباشر في الحرب الإسرائيلية على حزب الله فى الصيف الماضي ..
وأن الهزيمة التي تلقاها الجيش الإسرائيلي كانت هزيمة أيضا للولايات المتحدة ولسياستها هي وحليفتها بريطانيا التي وصفت بريجيت كامبل مراسلة بي بي سي للشئون الدبلوماسية موقفهما بعدم الموافقة علي وقف إطلاق النار في بداية الحرب بأنه " أمر مثير للجدل إلي حد بعيد في مجال الدبلوماسية " لكن الهزيمة التي لحقت بالإسرائيليين ومن ثم بالأمريكان والبريطانيين كانت الدافع الرئيسي وراء الإعلان عن القرار 1701 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار بعد أربعة وثلاثين من الحرب ، كما كان إرسال خمسة عشر ألف جندي أممي إلي جنوب لبنان ـ كما نص القرار ـ كان من أجل إنقاذ إسرائيل وجيشها التي أعلن قادته " أنه بحاجة إلي فترة طويلة حتى يتعافي ويسترد جنوده معنوياتهم " ، جون بولوتون الصفيق جدا في تصريحاته ومقابلاته الصحفية والتليفزيونية وحتى في عمله الدبلوماسي قال بأسلوب مقزز : " واشنطن كانت مستاءة جدا من فشل إسرائيل في استئصال الخطر العسكري الذي يمثله حزب الله، ومن غياب كل محاولة جدية لنزع سلاح هذا الحزب".
وأضاف بولتون ان واشنطن : "قاومت عمدا النداءات التي أطلقت من اجل التوصل إلى وقف إطلاق نار فوري بين إسرائيل وحزب الله خلال الحرب"، معتبرا ان "المسئولين الأمريكيين فخورون بما فعلوا".
كما أشار بولوتون إلي أن الولايات المتحدة كانت تريد أن تقضي إسرائيل على حزب الله كقوة تمثل خطرا عسكريا". واعتبر بولتون أن "إقرار وقف إطلاق نار في الأيام الأولى للحرب كان أمرا خطيرا ومضللا".
ووصف السفير السابق ما قامت به إسرائيل في الصيف بـ"الأمر الشرعي إلى ابعد مدى وبالسياسة الجيدة عندما أرادت تدمير عدوها عسكريا وبخاصة أن حزب الله هو الذي اعتدى في بادئ الأمر على إسرائيل وان رد الفعل الإسرائيلي كان دفاعا عن النفس".
هذه التصريحات المقززة لهذا الرجل الذي يكرهه الأمريكيون قبل غيرهم حتى كان أول ما ما حرص عليه الديمقراطيون حينما حصلوا علي أغلبية الكونجرس أن يجبروا بوش علي سحبه من الأمم المتحدة علي اعتبار أنه وجه مقزز للولايات المتحدة رغم كل ما تقوم به ـ هذه التصريحات أثبتت عفونة السياسة الأمريكية ووقاحتها ، وأن مجلس الأمن والأمم المتحدة كلها أدوات تحركها أمريكا متى شاءت لمصلحتها ولمصلحة إسرائيل ومن ثم فإن الذين يعولون علي هذه السياسة أو ينتظرون منها مثقال ذرة من الأنصاف أو البصيرة هم واهمون يبحثون عن سراب ، وأن السياسة الأمريكية كلها قائمة علي اعتبار أن كل ما تقوم به إسرائيل حتى لو كان القتل والدمار والتخريب ، هو كما قال بولتون : " حق مشروع " .
وهذا يفسر بوضوح كيف أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بالمطلق في كل ما تقوم به منذ قيامها اغتصابا علي أنقاض فلسطين ، ويفسر أيضا كيف أن الولايات المتحدة تمارس الاحتلال والقتل والتخريب سواء بالقنابل النووية التي استخدمتها في اليابان أو الأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمتها في فيتنام وكوسوفو والعراق وتساعد إسرائيل بها لتستخدمها في لبنان وفلسطين كل هذه الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية تتم تحت شعار " الحق المشروع " ، وبالتالي فإن كثيرا من الشعوب بانتظار هذه اللحظة التاريخية التي سبق وأن طالت آخرين ممن بغوا وتجبروا في هذه الدنيا وهي يوم الحساب الذي نأمل أن يكون قريبا