الدلع كلة
عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 05/04/2007
| موضوع: المحتسبون في الحوار السبت أبريل 14, 2007 9:57 pm | |
| لم يكن الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى بحاجة إلى متبرعين كي ينصفوه أو يأخذوا حقه من الإعلامي الشاب المتألق خالد مدخلي الذي قدم مساء الاثنين الماضي واحدة من أفضل الحلقات التلفزيونية الحوارية في قناة الإخبارية وفي تلفزيوننا عموماً. كذلك لم يكن خالد بحاجة إلى الشعور بالحرج ثم الاعتذار نتيجة ما أوحى به له شخص أو شخصان، فالمسألة لم تزد عن حوار حضاري مطلوب، كان فيه الدكتور صالح يقتعد كرسي المسؤول عن أهم مؤسسة في البلد، المؤسسة التشريعية التي تدخل عامها الخامس عشر منذ إنشائها ومطلوب منها أن تشارك بفاعلية وقوة في تغيير وتطوير كثير من الأنظمة، ويعلق عليها المجتمع كثيرا من الآمال والتطلعات كما اتضح من الاتصالات والمقابلات أثناء وقبل البرنامج، وبالتالي لا بد أن تواجه ما هو طبيعي من نقد وآراء ووجهات نظر مختلفة تعامل معها رئيس المجلس كما يجب وبمرونة عالية وأدب جم لأنه يعرف أنه لا مناص من المواجهة وأن قدره الذي وضعه في هذه المسؤولية يحتم عليه تقبل كل أشكال الطرح القادم من كل فئات المجتمع باختلاف ثقافتهم وفهمهم لطبيعة عمل المجلس، وهو طرح لا يمكن أن يكون خالياً من الحدة أحياناً ليس استهدافا لشخص المسؤول وإنما كتعبير عن تطلعات أكبر أو إحساس بأن ما يجري كان بالإمكان أن يكون أفضل. وفي الجانب الآخر، كان الأستاذ خالد مدخلي يمثل المحاور الجديد الذي خرج من أسر النمطية المزمنة لمقدمي البرامج الحوارية الذين اعتادوا على هز رؤوسهم بالإيجاب والموافقة على كل ما يقوله المسؤول، أياً كان موقعه وكيفما كان قوله، حتى لو كان قولاً صادما لأفهام السامعين واستفزازياً لعقولهم، كان على خالد مدخلي أن يكون الصوت أو الطرف الذي ينقل كل وجهات النظر التي عبر عنها المجتمع ويريد لها إجابات وتفسيرات من الضيف، وبالتالي كان لا بد أن يتفاعل معها ويكرسها من أجل وضوح الرؤية واستنباط أكبر قدر من المعلومات، ومن أجل ذلك كان لا بد أن يستخدم مهاراته كمحاور وإعلامي، ومثل هذه الصيغة لم يألفها كثير من الناس لدينا رغم أنهم يطالبون بالشفافية والوضوح والمساءلة. لم يكن هناك خطأ أو تجاوز في الحوار بقدر ما كان الضيف ومقدم البرنامج يمارسان صيغة إعلامية متقدمة وفي غاية التحضر، أراد التشويش عليها بعض المتبرعين بجهلهم. | |
|