الدلع كلة
عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 05/04/2007
| موضوع: أتصحيف الحروف السبت أبريل 14, 2007 10:04 pm | |
| يتندر أهل نجد على بعض أهل الحجاز أنهم لا ينطقون بعض الحروف العربية بصورة سليمة مثل حرف (ث) الذي يتحول أحياناً في ألسنتهم إلى (س)، أو حرف (ذ) الذي ينقلب عندهم إلى (ز) أو حرف (ظ) الذي يأخذ في نطقهم له شكلين كلاهما بعيد عن الصحة، فمرة يصير (ز) مثل (ظبط) التي تصير (زبط)، ومرة يصير (ض) مثل (نظارة) التي تصير (نضارة) وهكذا. وأهل الحجاز بدورهم يتندرون على أهل نجد أنهم لا ينطقون حرف (ض) حيث تصير كل الضادات في ألسنتهم (ظاءات). وبعيداً عن تبادل النوادر ما بين أهل نجد وأهل الحجاز، فإن نطق الحروف مُصحفة رسخ في أذهان بعض الناس حتى نشأوا وهم يظنون أن ما ينطقونه من تصحيف هو الأصل الصحيح للحرف، وذلك لضعف الدور الذي يُؤديه التعليم وهشاشة ما يتيحه من معرفة في اللغة العربية فصار البعض يكتبون الكلمات مُصحّفة كما ينطقونها ظناً منهم أنها هي الصحيحة. وقد أشارت إلى هذا الدكتورة ابتسام حلواني في أحد مقالاتها المنشورة خلال الأسابيع الماضية، وذكرت كيف أننا صرنا نجد من يكتب الضاد ظاء فتصير (الضالين) (الظالين)، و(ضرب) (ظرب) إلخ. إلا أنه في بعض الأحيان قد يتنبه بعض الناس إلى ما هو موجود من تصحيف في بعض الحروف فيجتهد في أن يتفادى الوقوع في ذلك، لكن اجتهاده لا يكون مبنياً على المعرفة فيقع في خطأ اخر قد يكون أسوأ. وأذكر أنه كانت معنا زميلة عندما تتحدث بالفصحى تحرص كثيراً على أن تقلب كل حرف (ز) إلى (ذ) ظناً منها أن كل (ز) هي في الأصل (ذ) (حسب ما يحدث في اللهجة العامية)، فكانت تبدو للسامعين وكأنها تعاني من لثغة في اللسان أو عيب في النطق. وعلى نفس المنوال كنت أصغي ليلة البارحة إلى أحد المتحدثين في الإذاعة، فإذا به ينطق كل (ظ) (ض) ربما ظناً منه أن كل (ظ) هي في أصلها (ض). وخلاصة القول، إذا لم يُقوّم التعليم النطق فإن الثقافة السائدة والنطق العامي هو ما يتغلب. ولكن أنّى للتعليم تقويم النطق والطلاب لا يُتاح لهم الوقت الكافي للتدرب على القراءة الجهرية بهدف تصويب القراءة، ولا يلزمون بالتحدث بالفصحى ليكتسبوا المران الكافي والطلاقة عند استخدامهم لها؟ | |
|