ابو عمار
عدد الرسائل : 20 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 01/03/2007
| موضوع: لنعترف بالإسلاميين إذا السبت أبريل 14, 2007 1:06 pm | |
| روى احد الدبلوماسيين الاميركيين في جلسة على هامش إحدى الندوات ان حكومة عربية حذرتنا من خطر الإخوان المسلمين ردا على مطلبنا بتطبيق المزيد من الإجراءات الديموقراطية، حريات وانتخابات. يقول: قلنا لها حذرتمونا من الشيء نفسه قبل عشرين عاما ولم يتحسن الوضع، بل ازدادوا عددا ونفوذا. يقول: اعترف مسؤول الحكومة، كنا في الماضي نقولها من قبيل التخويف، أما اليوم فنحن نعنيها لأن الإسلاميين على الأبواب. من تسلسل الأحداث نعلم أن الميكيافيلية العربية الرسمية استخدمت الخصوم من اجل كسب التأييد، أو الحصول على المساعدات، أو ضمان التحالفات الكبيرة. استخدمت الفزاعة الأصولية من اجل تقوية وجودها. رفعت مشاركتهم إلى درجة إيصالهم مقاعد برلمانية ومنحتهم جرعة من الحكم البسيطة لتخيف القوى الخارجية بما لا يهدد النظام المركزي، أو هكذا تظن. نرى حولنا كيف يتم تفضيل هذه الحركات الأصولية ومنحها حرية أكثر من غيرها، ثم محاصرتها، في لعبة مقلقة ومخربة للنسيج الاجتماعي السياسي لا للبلد الواحد بل وللمنطقة. وطالما أن الأنظمة العربية وجدت في الإسلاميين فزاعة للغرب فان المنطق يقول لماذا يقبل الغرب أن يخوف بالأصوليين؟ لماذا لا يكون التعامل مباشرا مع الحركات الإسلامية التي تعمل في الساحة السياسية بدل التعامل مع سجانيها؟ لا أود أن أقلل من تطرف الحركات الإسلامية السياسي وخطورة سلوكها المدني والعسكري، لكن طالما أن القائم حاليا ليس بالأفضل في تعامله مع الواقع فان المنطق يقول بان على واشنطن أن تعيد النظر وتتعامل مع الحركات الأصولية في كل المنطقة، ولتعطى الفرصة أن تحكم المنطقة. نقول هذا لأننا مللنا من أنظمة سياسية فاشلة ميكيافيلة وعاجزة عن الإصلاح البسيط المطلوب منها، وكل همها شراء المزيد من الدقائق. وهي تشتري الوقت بأثمان سياسية واقتصادية باهظة، وكل ما تحصل عليه انها تؤخر عقارب الساعة لكنها لا تمنع حتمية التغيير السيئ. كان المأمول ان تقوم الأنظمة السياسية العربية ببناء قواعد قانونية وهياكل حكم سياسية مماثلة للدول المتقدمة تمنح نفسها، أي الأنظمة الحاكمة اليوم، الفرصة لأن تكون أكثر شرعية وأكثر ديمومة ضمن عمل ديموقراطي يدخل المعارضة وينهي الاضطراب المستمر. إنما هذا الأمل تبدد مع ارتكاز هذه الأنظمة على فكرتين واحدة اختراع ديموقراطيات مزورة والثانية استخدام الحركات الأصولية لتخويف القوى الكبرى، بان البديل هي هذه التنظيمات المتطرفة. وطالما انها تهدد بالحركات الأصولية وهي لا تقل عنها سوءا فان التعامل مع الإخوان المسلمين او غيرهم يصبح مقبولا لتفريغ هذا التهديد من قيمته وسيمر وقت تخرج فيه الحركات الأصولية من حالة عدم التوازن إلى واقعية وبراغماتية الحكم. بكل أسف الأنظمة العربية لم تعمل على بناء هياكل سياسية تعبر عن القوى الداخلية وتخفف من الاحتقان لسبب واحد فقط هو إصرارها على كل الحكم والى الأبد، وهو أمر يستحيل استمراره.
| |
|