لشراع - 2007 / 4 / 20
حسن صبرا
أعد حزب الله العدة الكاملة للحرب الاهلية في لبنان، وفي اعتقاده انه سيربحها وسيفرض على الوطن نظامه الإلهي ومؤسساته بدءاً من ولاية الفقيه المحلي أي امينه العام حسن نصرالله، التابع لولي الفقيه الاقليمي أي علي خامنئي الى رئاسة الجمهورية (سليمان فرنجية) ورئاسة الوزراء (سليم الحص) الى رئاسة مجلس النواب (محمد رعد) الى مفتي الجمهورية (فتحي يكن).
تشمل عدة الحزب نواحي سياسية وأمنية ومذهبية:
*في النواحي السياسية: يعرقل حزب الله كل محاولة لحل عادل ومقبول من كل اطراف وقوى المجتمع اللبناني، بعد ان نجح في شل مؤسسات الوطن بالمشاركة مع اتباعه، فهو ألغى رئاسة الجمهورية حتى بات ساكن قصر بعبدا كقائد سيارة تدهورت وسقطت في وادٍ ولم يبق عاملاً فيها إلا المذياع الذي يبث الشتائم والسباب يومياً.
*في النواحي السياسية ايضاً ان حزب الله يمنع قيام حكومة الوحدة الوطنية، لأن هدفه هو منع قيام هذه الحكومة، فبعد ان وافقت الاكثرية النيابية على اضافة اربعة وزراء لتيار ميشال عون، رفض الحزب هذه المقاعد مصمماً على الامساك بالحكومة من خلال بدعة الثلث المعطل ليسهل عليه اسقاطها، فإذا سقطت بإمتلاكه الثلث المعطل الذي يمكن له الاستقالة ساعة يحلو له، يستحيل تشكيل حكومة جديدة، لان مرسوم تشكيلها سيكون بيد رئيس الجمهورية القابع في السيارة المتدهورة في كعب الوادي. فاذا تعذر قيام حكومة في البلد فهي الفوضى.. وهذا ما يريده حزب الله طريقاً للحرب الاهلية.
*في النواحي السياسية ايضاً ان حزب الله يمنع قيام المجلس النيابي بدوره في الاجتماع حتى في دورة عادية، وليس في دورة استثنائية بهدف شلّه حتى اذا فوتت قوى الاكثرية على الحزب مشروعه التخريـبي، دفع الحزب الاكثرية للجوء الى مجلس الامن الدولي بهدف تبرير قيام الحرب الاهلية، لأن الاكثرية استعانت بالمجتمع الدولي في مسألة داخلية.
*في النواحي السياسية ايضاً ان حزب الله لا يريد قيام المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولمنع نظام بشار الاسد من متابعة اجرامه بقتل كل من يعارض جرائمه في لبنان.
حزب الله يزعم ان لديه ملاحظات على المحكمة، لكنه لا يريد ان يعلنها في بدعة مضحكة، لا تقنع جنيناً في بطن امه وفي جميع الحالات فإن هذه الملاحظات هي الشروط التعجيزية التي يضعها نظام بشار الاسد، بعد ان اعترف علناً بارتكابه الجرائم في لبنان في عهد بشار، من محاولة اغتيال الوزير والنائب والصحافي مروان حمادة، الى اغتيال الوزير والنائب الشهيد بيار الجميل.
بشار وعد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتسليمه ملاحظاته على قيام المحكمة، ولم يف بوعده.
بشار وعد الرئيس حسني مبارك بتسليمه ملاحظاته على قيام المحكمة وكالعادة، لم يف بشار بوعده.
وها هو حسن نصرالله بتبعيته الكاملة لعلي خامنئي ولبشار الاسد يعد بتقديم ملاحظاته على قيام المحكمة.. وهو لن يجرؤ على الوفاء بوعده الا بعد اخذ الإذن من بشار ومن خامنئي.
بشار يريد استعادة وصايته على لبنان.. عبر الحرب الاهلية او ان عودة الوصاية ستكون بداية الحرب الاهلية.
خامنئي يريد منازلة اميركا في لبنان، بما يعني حرباً اهلية، اذن حزب الله وبشار الاسد وخامنئي يريدون حرباً اهلية في لبنان لتحقيق امنية واحدة، هي السيطرة على هذا البلد واستخدامه ساحة شاملة للمنازلة والمفاوضة والمقاولة وعقد الصفقات من الجولان الى الملف النووي.
*من النواحي الامنية: فإن حزب الله رسم مربعاته الامنية بدءاً من الضاحية الجنوبية كاملة، وامتداداً الى ساحة رياض الصلح عبر قطع بيروت كقطعة حلوى عبر مبضع يفصل شرقها عن غربها بشق طريق الشام – بشارة الخوري.
من ساحة رياض الصلح اعد حزب الله العدة لاقتحام السرايا الحكومية رمز السلطة التنفيذية الباقي فيكتمل سقوط كل المؤسسات التنفيذية والتشريعية بين يديه.
من قلب خيام رياض الصلح يتجسس حزب الله عبر الاجهزة والمعدات وأدوات التنصت على كل نفس يدور داخل السرايا الحكومي سواء خرج الكلام سياسياً او اجتماعياً او مجاملات او تعليمات امنية او ادارية او احاديث مع منازل المسؤولين وأولادهم وأزواجهم.
من قلب خيام رياض الصلح التي يمنع حزب الله الاقتراب منها تحت طائلة الاعتقال والاخفاء، ستنطلق الاسلحة الكفيلة بتمويل المسلحين بما يمكنهم من احتلال قسم كبير من بيروت يمتد من السرايا الحكومي الى كل محيط دار قريطم حيث مقر زعامة رمز الاغلبية الشعبية والنيابية سعد الدين الحريري.
لقد أعد حزب الله العدة لجماعاته المنتشرة في كل انحاء بيروت لاحتلالها وفرض قانونه عليها ساعة تحين ساعة الصفر بقرار سوري – ايراني. وكانت دراجاته النارية التي اطلقها حين عرضت مرئية (المؤسسة اللبنانية للارسال) برنامج ((بس مات وطن)) وفيها تهكم على حسن نصرالله واحتلت جزءاً من بيروت وعاثت فساداً وفوضى فيها قبل ان يأمرها نصرالله بالانسحاب بعد ان نجحت بالانتشار هي اولى مقدمات هذا المخطط.. ثم كانت تظاهرات وقطع طرقات وحرائق يوم 23/1/2007 هي النموذج الثاني، اما الاختبار الاخير فكان يوم 25/1/2007 حين هاجم حزب الله بمسلحيه من الضاحية ورياض الصلح وحي اللجا منطقة الطريق الجديدة عبر استغلال مشكلة في جامعة بيروت العربية انتهت بلحظتها وأبى هو ان يفوت فرصة استعراض العضلات.
الآن السلاح منتشر في كل ركن فيه عنصر او اكثر، مجموعة او اكثر من حزب الله في بيروت، ومعه ملحقاته في شوارع عديدة في بيروت، منها مخبرون سنة له في الطريق الجديدة، وفي المصيطبة وفي برج ابي حيدر، وفي محطة النويري، وفي زقاق البلاط، وفي الخندق الغميق.
بل ان حزب الله فرض على ابناء بيروت في احيائهم وشوارعهم منع رفع صور رفيق او سعد الحريري، في وقت يفرض فيه على هذه الاحياء صور حسن نصرالله وعلي خامنئي وحتى بشار الاسد وهذا كله استفزاز لأنصار الحريري وتيار المستقبل واستدراج لهم لحمل السلاح دفاعاً عن انفسهم وعن ابنائهم وعن مدينتهم وعن مصالحهم وعن قيمهم وعن عروبتهم.
*في النواحي الامنية ايضاً فإن حزب الله مدد مربعه الامني من الضاحية الجنوبية حتى قلب الحدث ومستشفى سان تيريـز في محاولة لاستفزاز القوى الوطنية المسيحية ممثلة بالقوات اللبنانية وحزب الوطنيين الاحرار وحزب الكتائب اللبنانية.
يتمدد حزب الله في المناطق المسيحية مثلما يتمدد في المناطق الاسلامية السنية بهدف الاستفزاز، وهو يقول عملياً لهذه المناطق ان لا احد سيحميك من قوة حزب الله، لا القوات الدولية في الجنوب ولا تلك التي يمكن ان تأتي عبر الفصل السابع لتطبيق قرارات الامم المتحدة من 1559 حتى 1701 حتى قيام المحكمة ذات الطابع الدولي.
*في النواحي الامنية ايضاً فإن حزب الله يتمدد عبر بعض المخبرين الذين سلمه قيادتهم نظام بشار الاسد في جبل وليد جنبلاط، حيث نجاح المصالحة الوطنية – الدرزية – المارونية، وهي المصالحة التي كانت اولى مسامير نعش انهاء الوصاية السورية على لبنان بدءاً من العام 1999.
ويتمدد حزب الله جغرافياً عبر الاراضي التي يشتريها في مناطق جزين وجبل الريحان ليربط البقاع الغربي بالجنوب عبر هذا الممر الجبلي، وصولاً الى النبطية.
*في النواحي الامنية ايضاً فإن حزب الله المتخم بالتسليح بكل انواع الاسلحة، وبجيش من المقاتلين يفوق تعداد المقاتلين الفعليين في الجيش اللبناني، وبموازنة تفوق ميزانية الدولة اللبنانية، انتقل منذ عدة اشهر الى تسليح كل اتباعه وحلفائه من جماعة ميشال عون الى كل الدكاكين التي يفتعل انشاءها في الاحياء والقرى من شمالي لبنان الى عكار وبعض احياء بيروت والجبل والبقاع وبعض مناطق الجنوب ايضاً.
والسلاح الذي يسلمه حزب الله لهذة المجموعات وكلها من يتامى الاستخبارات السورية، يلازمها دفع التمويل والرواتب والاعطيات لهذه المجموعات من مرتـزقة الى حملة البنادق والسواطير المعروفين.
*في النواحي الشعبية: يبث حزب الله مزاعم ظهرت في خطابات امينه العام حسن نصرالله الديماغوجية وعبر ظهوره المتقطع في مرئية ((المنار)) عن خطة عربية – دولية لاخراج الشيعة من لبنان.
كان حديث نصرالله عن خطة لترحيل الشيعة عبر السفن من لبنان مثار استغراب وتعليق لتحليل الحالة النفسية لنصرالله عندما اطلق مثل هذا الزعم، ثم اصبح هذا الزعم ثقافة وتربية وتعليمات تشبه تعليمات الفاشية والنازية لاتباعهما في عملية تعبئة تبدأ بالتخويف ثم التحريض ثم استفزاز الآخرين وصولاً الى تخويف الخصوم تمهيداً لطردهم.
أليس هذا ما قاله حسين خليل (هسام هسام) حزب الله في حديثه الاخير في جريدة (الشرق الاوسط) الاثنين في 16/4/2007 قال مساعد نصرالله السياسي: ((من يريد ان يراهن على الفصل السابع سيأتي يوم ويركب الباخرة ليلحق بالذين سطروا له الفصل السابع)).
أليس هذا تهديداً علنياً من حزب الله مسجلاً ومكتوباً وفي مطبوعة عربية بطرد من يخالف ارادة حزب الله من لبنان بحراً وعبر السفن الاميركية او الفرنسية التي زعم نصرالله نفسه ان اميركا وفرنسا هيأتها لترحيل الشيعة من لبنان.
ان اخطر ما في هذه المزاعم هي ملاقاتها المنطق الايراني الذي يقول ان كل العرب.. كل المسلمين أعداء للشيعة، وان الجهة الوحيدة التي تحميهم هي ايران، ومن لم يصدق انظروا ماذا فعلت وتفعل فرق الموت الايرانية في العراق ضد المسلمين شيعة وسنة، وماذا تفعل القاعدة القادمة من ايران وسوريا بالعراقيين المسلمين سنة وشيعة وبالمسيحيين.
حسن نصرالله يزعم ان هناك سفناً في البحر لترحيل الشيعة عن لبنان.
ويلاقيه معاونه هسام هسام او حسين خليل بأن هذه السفن ستحمل كل من يعارض حزب الله.
أليست هذه كلها مقدمات للحرب الاهلية؟
اما ان يزعم نصرالله وحزبه بأن الحرب الاهلية خط احمر فإن جواب هذا الزعم بسيط جداً،
اذا كنت يا سيد نصرالله قادراً على منع الحرب الاهلية، فإن بإمكانك ايضاً البدء بها، ثم ماذا ينقصك للتفجير بعد ان نقلت مقاتليك من الجنوب واحتلوا منتصف بيروت، ودججت كل جماعتك بالسلاح ومددتهم بالمال.. وهيأت كل ظروف ومناخات الكراهية بين اللبنانيين، وخونت الوطنيين، وتحاول ان تنظف او تغسل القوى القذرة والوسخة بالمال الشريف والعفيف والنظيف منهوباً من فقراء ايران والعراق معاً..؟.
وأخيراً ودائماً،
نحمد الله بأن قوى 14 آذار الحريصة على الوطن ومواطنيه لن تنجر الى مخطط حزب الله، الهارب من فشل الى آخر.. والذي يهدد بفشله الوطن ليثبت انه يوماً ما كان على حق.