مـــنـــتــديـــــات شبــــــــاب الديـــــرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـــنـــتــديـــــات شبــــــــاب الديـــــرة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الاستثمار «الصبور» هو ما تحتاجه أفريقيا اليوم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المعلم

المعلم


عدد الرسائل : 31
تاريخ التسجيل : 04/04/2007

الاستثمار «الصبور» هو ما تحتاجه أفريقيا اليوم Empty
مُساهمةموضوع: الاستثمار «الصبور» هو ما تحتاجه أفريقيا اليوم   الاستثمار «الصبور» هو ما تحتاجه أفريقيا اليوم Icon_minitimeالسبت أبريل 21, 2007 8:12 pm

الاستثمار «الصبور» هو ما تحتاجه أفريقيا اليوم 364-fredman
الكاتب / توماس فريدمان

في الأسبوع الماضي وخلال جولة في شمال تنزانيا، شاهدت فجأة، عندما مرت سيارتنا بالقرب من بلدة كاراتو الصغيرة، حقلا يزدحم بالألوان المتنوعة البراقة. وكان يبدو من بعد وكأن شخصا رسمه. ومع اقترابنا، اكتشفت انه سوق الملابس الهائل في كاراتو. ويضع التجارة مفارش على الأرض عليها أكوام من القمصان والبنطلونات والملابس المتعددة الألوان، معظمها ملابس مستخدمة من اوروبا، لبيعها.

رجل يتدلى مقياس شريطي من جيبه الخلفي، ويحمل مايكروفونا في يده يصيح «الف شلن لهذا البنطلون» وكان الرجال والنساء، الذين يرتدون ملابس تنزانية ذات الوان زاهية، يقلبون اكوام الملابس، ويمسكون بالقمصان ويضعونها على اجسادهم لمعرفة ما اذا كانت تناسبهم أم لا.

مثل هذه المشاهد تذكرك أن افريقيا ليست كلها مآسي ولا تعيش مرحلة نهضة، بل هي قارة متنوعة تعاني لاكتشاف طريقها وسط طريق الاقتصاد العالمي، الذين يوجد به هذان المثالان للتطرف، ولكنه في وسط طريق يبدو مثل ذلك الحقل في كاراتو: نوعية من الرأسمالية غير منظمة ولا رسمية وفردية من الرأسمالية، التي نحتاج الي توجيهها نحو شركات رسمية يمكنها النمو والتوسع، حتى مع وجود حكم فاسد.

وتحتاج أفريقيا الى العديد من الأشياء ولكنها تحتاج الى رأسماليين يمكنهم تأسيس وإدارة شركات قانونية. مزيد من أمثلة بيل غيتس، ومؤسسات اقل. تخرج الناس من دائرة الفقر عندما يؤسسون أعمالا صغيرة تستخدم جيرانهم. لا شيء آخر يدوم.

وكلما قرأت عن تدفق رأس المال على أفريقيا، يبدو انه من مقرضين كبار مثل البنك الدولي، الذي لديه قيود متشددة ويعمل في مشاريع كبيرة، او ما يعرف باسم التمويل المايكرو الذي يقدم 50 دولارا لامرأة لشراء ماكينة خياطة.

التمويل المايكرو يلعب دورا، إلا أن العديد من الناس لا يريدون ضغوط الدخول في مجال الأعمال. ويريدون استقرار وازدهار الوظيفة التي يخلقها الرأسماليون والمبدعون الذين يوجهون المخاطرة. شاهد تجربة الهند.

وأكثر ما تحتاجه أفريقيا اليوم هو مزيد من رأس المال «الصبور» لتشجيع الرأسماليين الوطنيين. والاستثمار الصبور لديه كل متطلبات رأس المال الاستثماري ـ مثل الأرباح، وبالتالي يتشدد في القيود التي يضعها ـ ولكن يتوقع عائد يتراوح بين 5 و10 في المائة، وليس 35 في المائة في المجالات الاستثمارية الأخرى، ومع فترة طويلة لتسديد القرض.

وأفضل نموذج لما يحدث عندما يتم الجمع بين رأسمال الاستثمار الذي لا يتطلب ربحا سريعا وبين الموهبة والابتكار في أفريقيا شركة «آدفانسد بيو ـ اكستراكس» الكينية، التي يترأسها باريك هينفري، الذي أسس وشركاؤه مجموعة فريدة تضم مزارعين بيض وسود الى جانب علماء لإقامة أول شركة في القارة الأفريقية لزراعة نبات الشيح المورق وتحويله الى آرتيميسينين الذي يستخدم في صناعة الأدوية، وعلى وجه الخصوص في صناعة أنواع علاج جديدة لمرض الملاريا الذي يموت بسببه حوالي مليون شخص في القارة الأفريقية سنويا.

لا يقتصر نشاط شركة «أدفانسد بيو ـ اكستراكتس» على إنتاج هذه المادة التي تدخل في صناعة الأدوية، بل يوفر عملا لـ7000 مزارع، غالبيتهم من أصحاب المزارع الصغيرة، في مجال زراعة الشيح في كينيا وتنزانيا وأوغندا، إذ يدر المحصول اربعة أضعاف الدخل المالي الذي يحصل عليه المزارعون من الذرة.

ويقول هينفري إنهم نجحوا في إنتاج الشيح تجاريا لأول مرة، علما بأن المؤسسين لم يضعوا كل رأس المال في هذا المشروع، وإنما استعانوا ببعض المستثمرين مثل شركة «نوفارتيس» السويسرية لإنتاج الأدوية و«صندوق آكومين» الخيري بالولايات المتحدة، وذلك بغرض توفير رأس المال الاستثماري الذي لا يتطلب ربحا سريعا. ويرى هينفري ان مثل هذه الفرص للدعم تجعل مثل هذه المشاريع واقعا ماثلا.

ناثنيا مول، مديرة فرع «صندوق آكومين» بكينيا، قالت لي إن الصورة النمطية في أذهان الآخرين تتلخص في أن القارة الأفريقية تعاني من فقدان الأمل وتنتظر الغرب ليأتي لإنقاذها، إلا أن الواقع، كما تقول ناثنيا، هو أن كثيرا من الأشياء الايجابية تحدث الآن في أفريقيا وبهدوء، وأوضح مثال على ذلك شركة «ادفانسد بيو ـ اكستراكتس». ربما لا يرى الناس ذلك على الصفحات الأولى للصحف، إلا ان القائمين على الأمر نجحوا في إقامة مصنع خلال 18 شهرا يعمل به 160 شخصا ويتعاملون مع 7000 مزارع يزودون واحدة من شركات الدواء الرئيسية في العالم باحتياجاتها من نبات الشيح.
تقول ناتانيا ان «هذه القصص تستحق ان يتحدث الناس حولها. من المهم ان يرى الناس الأشياء أمام أعينهم. حدوث فجوة في الشارع لا تتطلب إقامة ورشة لها، وإنما من الأفضل ردمها. إننا بحاجة الى نوع جديد من الدواء ـ فلنشرع في إنتاجه بدل الحديث عنه للمرة المائة».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاستثمار «الصبور» هو ما تحتاجه أفريقيا اليوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مـــنـــتــديـــــات شبــــــــاب الديـــــرة :: المنتديات العامة :: منتدي الكتاب في الصحف العربية-
انتقل الى: