أزمة الصحراء.. ومسؤولية بوتفليقة

عدد الرسائل : 31 تاريخ التسجيل : 04/04/2007

لن تحل مشكلة الصحراء المغربية بالاسلوب الذي تقوم به دول المنطقة عبر وساطات دولية، ولقاءات في عواصم اجنبية مع غياب كامل للتفاهم بين الدول المعنية نفسها.
اجتماع جنيف في العام الماضي وصل الى طريق مسدود، واجتماع سبتمبر القادم برعاية جيمس بيكر وزير خارجية اميركا السابق ممثلا للسيد كوفي عنان لا يمكن ان يتقدم خطوة واحدة في ظل مواقف الاطراف المعنية الحالية.
العلاقات السياسية والاقتصادية بين دول المغرب تمثل نموذجا للفشل الدبلوماسي في خلق علاقات متكافئة وربط مصالح بين دول الجوار، وتأزم العلاقات بين الدول المغاربية الذي يختفي حينا ويظهر حينا اخر تدفع ثمنه تلك الدول، ويدفع ثمنه العمل العربي المشترك باعتباره احد العوامل الهامة في الخلافات العربية ـ العربية.
الكل هناك يؤيد مفهوم الاستفتاء والكل له تفسيراته الخاصة لهذا الامر، والخلاف لم يتقدم خطوة واحدة في الطريق الصحيح.
اعتقد ان الرئيس بوتفليقة يستطيع ان يلعب دورا في هذه المشكلة. فلا يكفي ان يجلس رجل بهمة واقتدار الرئيس بوتفليقة في الجزائر ويطلق التصريحات بشأن هذه القضية، وهو رجل مبادرة اثبت قدرته على ادارة الجزائر عبر اتخاذ القرارات الجريئة وليس عبر الانتظار.
افضل ما يمكن ان يفعله الرئيس بوتفليقة هو ان يركب طائرته ويتوجه الى المغرب ويطرح القضية المعقدة على العاهل المغربي، ويبحث الطرفان بشكل جاد كل قضايا الخلاف، ومثل هذه المبادرة ستخلق اجواء جديدة، و ستشكل خروجا من «جرجرة» اللجان الدولية والوساطات والتأجيلات.
نعرف ان قمة مغربية ـ جزائرية لن تكون وصفة سحرية، لكنها البداية السليمة لمشكلة يحاول كل العالم ان يحلها باستثناء اهلها. وسيكون من اكبر الاخطاء التي تتحمل مسؤوليتها كل الاطراف الاستمرار في سياسة الانتظار، فالوقت لا يحل مشكلة، والعالم كله لن يكون احرص من اهل القضية على حلها.